سياسة الخصوصية: كيف دمرت “واتساب” وصعدت بتطبيق Signal؟
مرة تلو أخرى يثار الجدل حول سياسة الخصوصية الخاصة بتطبيقات المراسلة عبر الانترنت، خاصة بعد إعلان “واتساب” منع مستخدميه الذين يرفضون الموافقة على شروطه الجديدة من استعمال حساباتهم اعتبارًا من بداية شهر فبراير 2021.
حينها بمجرد أن يقوم المستخدم بالضغط على تطبيق “واتساب”، فستظهر أمامه رسالة تطلب منه تحديث سياسة الخصوصية الجديدة الخاصة بالتطبيق. تلك السياسية تتيح لشركة “واتساب” مشاركة بيانات المستخدمين مع شركة “فيسبوك” وتتضمن مشاركة بيانات جهات الإتصال بما في ذلك رقم الهاتف، وإصدار التطبيق، والمتصفحات، وشبكة الهاتف، ومعلومات الأنشطة التجارية، وبيانات جهازك المحمول، ومزود خدمة الإنترنت، وعنوان بروتوكول الإنترنت وغيرها من المعلومات الواردة في قسم سياسة الخصوصية على موقع “واتساب”. وسيتم إشعار المستخدم بالموافقة على هذه السياسة حتى في حال لم يملك المستخدم حسابًا على “فيسبوك”.
هذه التغيرات الجديدة قد قوبلت بانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم الكثير بأن التطبيق ينتهك خصوصيتهم.
استخدام “فيسبوك” لبيانات المستخدمين في الإعلانات
وضح موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن بيانات المستخدمين التي يستخدمها فيما يخص الإعلانات، موضحًا أن الموقع يقوم ببيع مساحات إعلانية دون بيع بيانات المستخدمين أنفسهم.
كيف يكون ذلك؟
يتم جمع معلومات المستخدمين ومشاركها مع “فيسبوك” حول نشاطك واهتمامك. ثم يقوم المعلنون بتخصيص عروضهم بناءًا على اهتمامات المستخدمين مثل عرض المنتجات التي يشاهدها المستخدم ويشتريها، وبذلك يمكن تقديم المنتجات المناسبة له. قد يستخدم “فيسبوك” أيضًا البيانات الخاصة بتفاعلات المستخدمين عبر التطبيق لعرض إعلانات أكثر ارتباطًا بأنشطتهم ثم مشاركتها لهم عبر “فيسبوك” ومنصات أخرى مرتبطة به كالانستجرام.
فعلى سبيل المثال، إذا كنتَ تستعرض تشكيلات لملابس قطنية، فقد ترى مزيدًا من المحتوى (بما في ذلك الإعلانات) حول الملابس القطنية على “فيسبوك”. كما أنك إذا قمت بعملية شراء، فقد يطلب منك “فيسبوك” والتاجر الذي تشتري منه المزيد من التفاصيل اللازمة كبياناتك الشخصية لاستكمال عملية الدفع وطلب الشراء.
“واتساب” كتطبيق تجاري
في الآونة الأخيرة قامت شركة “واتساب” بتوسيع استخدام التطبيق ليضم أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة. يشكل “واتساب” للأعمال مساحة تتيح لأصحاب الأعمال التعامل مع زبائنهم من خلال أدوات تتيح لهم متابعة أسئلة العملاء والإجابة عنها.
ولأن أصحاب المشاريع التجارية يستطيعون تخصيص ملف تعريف بنشاطهم التجاري وعرض إحصائيات حول الرسائل وإمكانية تعيين تنبيهات أوقات العمل والردود السريعة، فقد تم الاعتماد عليه في المراسلات وإنجاز المهام المتعلقة بأنشطتهم التجارية.
لتطبيق “واتساب” ميزات أخرى سهلت استخدامه، فمثلًا يملك التطبيق ميزة مشاركة الموقع، حيث يسمح للمستخدم إمكانية مشاركة موقعه الحالي لمدة محددة. فيمكن للمستخدمين مشاركة موقعهم الجغرافي في مجموعة ما مع كافة الأعضاء المشاركين فيها، أو مشاركته مع جهة اتصال واحدة من خلال الرسائل الفردية مما يسهل الكثير من المهام التجارية كتوصيل شحنات المتاجر الإلكترونية وطلبات المطاعم المحلية.
وجود هذه الميزات ساهمت في انتشار التطبيق واستخدامه في الأنشطة التجارية. فرغم وجود ميزة التشفير في “واتساب”، إلا أن هذه الميزة لم تكن مناسبة للمؤسسات والشركات الكبيرة من حيث تخزين السجلات والبيانات بسرية تامة.
البديل الآمن – تطبيق Signal
عند التحدث عن تطبيقات المراسلة عبر الانترنت، فإننا نتذكر تطبيق “واتساب”، لكن عندما نتحدث عن تطبيقات المراسلة الآمنة للمستخدمين، فتطبيق “Signal” هو الحل البديل والآمن لحفظ خصوصية مستخدميه.
ماذا يميز تطبيق Signal عن “واتساب”؟
- تطبيق مشفر ومفتوح المصدر
كلا التطبيقان يستخدمان تقنية لتشفير الرسائل تدعى تقنية End-to-End، حيث لا يمكن فك تشفير الرسائل أثناء إرسالها بين الأجهزة ولا يمكن لأحد قراءة محتوى الرسائل سوى جهاز المرسل وجهاز المستقبل. لكن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن تطبيق Signal مفتوح المصدر يعزز أمان اتصالاتك، حيث أن المبرمجين والباحثين يمكنهم فحص الشيفرة الأساسية بسهولة وفي أي وقت للبحث عن ثغرات أمنية محتملة، بينما تطبيق “واتساب” لا يتيح فحص الشيفرة الخاصة به.
- تشفير النسخ الاحيتاطي
كما ذكرنا سابقًا بأن تطبيق “واتساب” يقوم بتخزين معلومات المستخدمين كاهتماماتهم وأرقام جهات الاتصال من سجل الاتصال الخاص بهم، وقريبًا سوف ترتبط هذه البيانات وغيرها بتطبيق الفيسبوك. كذلك لا توجد حماية وتشفير لنسخ احتياطية عبر الإنترنت لمراسلات الواتساب، حيث يمكن للمستخدمين استعادة تلك الرسائل عندما يحصلون على هاتف جديد بسهولة.
في حين يسمح تطبيق Signal لمستخدمي أجهزة أندرويد بالنسخ الاحتياطي للرسائل الخاصة بهم واستعادتها، وذلك بعد فك تشفيرها بكلمة مرور مكونة من 30 رقم. وعلى أجهزة الآيفون لا يمكن أبدًا النسخ الاحتياطي للبيانات، مما يوفر أمانًا للرسائل على مختلف الأجهزة في هذا التطبيق.
- لا يوجد مساحة للإعلانات
يؤكد مبرمجوا تطبيق Signal بأنه لا وجود للإعلانات في الوقت الحالي، وتطبيق “واتساب” كان أيضًا مشابهًا لذلك في البداية، لكن ذلك تغير بعد ضمه واستحواذ شركة “فيسبوك” عليه، كما أنه من المستبعد أن يحدث ذلك مع تطبيق Signalوأن يتم عرضه للإعلانات وذلك لأنه تطبيق مفتوح المصدر كما ذكرنا سابقًا، حيث من الصعب جدًا استخدام تطبيق مفتوح المصدر لعرض الإعلانات عليه.
الجدير بالذكر هنا هو أن تطبيق Signal أُطلق لأول مرة عام 2014، وهو مشروع مدعوم من مؤسسة “غير ربحية” تحظى بدعم مؤسس تطبيق واتساب “براين أكتون” الذي ترك الشركة عام 2017 بعد مشاكل مع إدارة “فيسبوك”، وهذا يبين بأن التطبيق مستبعد من الاستخدامات التجارية كالإعلانات.
- أمان الشاشة
يمكن من خلال تطبيق Signal تفعيل ميزة تسمى أمان الشاشة من خانة إعدادات الخصوصية، هذه الميزة التي يقدمها التطبيق تقوم بمنع التطبيقات الأخرى ومنعك أنت أيضًا من أخذ لقطات شاشة من محادثاتك في التطبيق. وبذلك يمكنك التأكد من أنه حتى إذا كان هناك تطبيق على جهازك يحتفظ بنشاطك، فلن يتمكن ذلك التطبيق من التقاط الرسائل في تطبيق Signal.
تنصيب البرنامج
كما الحال في “واتساب”؛ قم بتنزيل تطبيق Signal من متجر التطبيقات ومن ثم تنصيبه على هاتفك، حيث سيطلب منك تسجيل وتأكيد رقم الهاتف. بعد ذلك سيطلب منك اختيار اسمًا وصورةً للحساب الخاص بك، وأخيرًا سيخيرك بتحديده كتطبيق أساسي للرسائل النصية.
يستخدم ملايين الأشخاص تطبيق Signal يوميًا للتواصل المجاني والاتصال الآمن عبر الإنترنت. حيث يمكنك إرسال واستقبال الرسائل والمشاركة في مكالمات صوتية ومكالمات فديو بدرجة عالية من الدقة، وكذلك استكشاف مجموعة من الميزات المتاحة داخل التطبيق والتي تساعدك في البقاء على اتصال مشفر وآمن، مع العلم أن ميزة حفظ الخصوصية في تطبيق Signal تكون مُفعّلة طوال الوقت. هذا التطبيق متاح مجانًا لمستخدمي أجهزة أندرويد وآيفون وآيباد، كما يوجد منه إصدار للويب.
التدوينة سياسة الخصوصية: كيف دمرت “واتساب” وصعدت بتطبيق Signal؟ ظهرت أولاً على عالم التقنية.
0 رد على "سياسة الخصوصية: كيف دمرت “واتساب” وصعدت بتطبيق Signal؟"
إرسال تعليق